السبت، 17 سبتمبر 2011

ليلة سيبتسم لها القمر ! (2)؟


وبينما هو سابح في بكائه في وسط الفضاء ..
نظر فوجد ضوئا خافتا يشع ...
! فقال نجم اخر وحزن اخر ..

ولكن المفاجأة ان الضوء لم يصبح مجرد ضوء !! ..
بل اصبح يقترب اكثر واكثر .. وكان ضوئا اكبر من اي نجم ! ..
واذا به يفكر هل احلم انا ...

ام ان هذا النجم فريد من نوعه !! ..
ولكن ما لبث ان فكَر قليلا ...

ولكنه وجد ان تفكيره قد قاطعه صوت غير عادي !
صوت لم يسمعه منذ زمن !! ..

صوت المساعدة ... !!
مساعدة بدون مقابل ...
شيء لم يجده في فضائه الواسع من قبل !! ..

فاستمع للصوت بحرص ..
فاذا به يقترب ..
واذا به يفاجئ بشيء اذهل عينيه !! ..
شيء يلمع وليس بنجم ..
يضيء وليس بقمر ..

"لماذا تبكي "

هذا هي اول كلمات نطق به هذا الشيء ! ..
فلم يجب السؤال من الدهشة !! ..
ولكن سأله القمر من انت وماذا تكون ! ..
هل انت نجم ؟؟ "لا"؟
هل انت قمر ؟؟ "لا"؟

لا لا انا مجرد جوهرة تسبح في الفضاء الشاسع ..
فاستدرج قائلا : ولكني لا اجدك "مجرد" جوهرة عادية !! ..

انك تلمعين اكثر من اي نجم !
وتضيئين اكثر من اي قمر ..

انك جوهرة ثمينه تاهت في هذا الفضاء ..

فلم تجبه واكتفت ب"لماذا تبكي "؟

فقال وجدتهم نجوم تلمع .. وانا قمر اضيء حتي ضاعت مني شمسي
فوجدت نفسي مظلما لا يوجد من يضيئني او حتي يساعدني في محنتي

فقالت : ولكني لا أجدك مظلما !! .
فتعجب كيف ؟

اراك قمرا مختلفا ..
قد تلمع النجوم . وقد تضيء !! ..


ولكني رأيت في رحلتي في الفضاء العديد من النجوم
من هو كبير ..
من هو صغير ..
من هو يلمع ..

وجدت الكثير .. ولكني لم افرقهم عن بعضهم البعض !! ..
لكن انت وجدت منك القليل !! ..
قد تكون لم تظهر شيئا .. ولكن لديك الكثير !! ..
استغل حياتك وستكون الأفضل ...

فنظر ولم يصدق ...
هل احلم !! ..
لماذا تساعدني هذه الجوهرة مع انها افضل مني .
لماذا تمد لي يدا وتنصحني ! ..

انها جوهرة ثمينة وانا مجرد قمر ..

شكرا لكي ايتها الجوهرة !! ..
والله انني يكفيني ان انظر اليك ! .
شكرا علي كل هذه المساعدة الكبيرة .

فقال لها هل تسمحين لي بأن اظل معكي في كل مكان ..
ايا كنتي ستذهبين .. سوف آتي معك ...
اسمحي لي فقط ..

ولكنها نظرت وقالت لا تعتمد علي واكمل طريقك وحدك ..

فسبحت مرة اخري في فضائها !! ..
ولكنه لم يكتفي بالنصيحة ..

فاخذ يطارد ويطارد ..

هل تسمحي لي ان اسبح معكي ...

"اتركني وشأني يكفي هذا"

هذا ما قالته في غضب !!

حاول ان يثبت لهذه الجوهرة انه يقدرها !! ..

ولكن دائما ما تقف الصدف ضده !! ..
ظنت بأنه متطفل ...
يريد ان يدمر طريقها في الفضاء ..
ظنت انه انه يرد المساعدة بالمضايقة

ولكن الجوهرة لم تراقبه جيدا !! ..
لم تعرف النية الحقيقية !! ..
لم تعرف انه يريد ان تكون ضوئه !! ..

فأخطأ الطريق كالعادة ..

فضاعت كما ضاع ضوئ شمسه من قبل
واذا به يمر بكل النجوم الذين اهانوه من قبل ..

فأخذوا يهينوه مرة اخري ..

فيهرب منهم ليجدها تقول له امشي ايها القمر
فيهرب منها ليجدهم يهينوه ويتكبروا عليه !! ..

فتأكد في هذا الوقت ..
ان الكل قد كرهه ..

حتي من ساعده كرهه لأنه تطفل واراد ان يقترب اكثر من اللازم ..

وتحدق في نفسه لماذا دائما اضيع كل من هو قريب ..

لماذا كلما تقدمت خطوة افعل فعلة بدون قصد لأرجع مئات الخطوات الي الوراء ...

فتلقي الصدمة .. بأنه الآن وحده تماما في فضاء شاسع !! ..

نظر يمنة ويسارا ..
هل هناك قمر ؟؟
هل هناك نجم ؟؟
هل هناك من اتحدث اليه ؟؟
هل يوجد من يساعدني في كربتي ومحنتي !! ..

انا الآن قمر مظلم لا يوجد من ينيره !! ..

ولكنه نسي انا ينظر في جهة واحدة !!

هي انه لم ينظر الي الأعلي ..
الي ربه . الي الله ... الي الذي خلقه وخلق الأخرين !! ..

لماذا لم يفكر ان يستعين به !! .
فدعا ربه ..

وقال يا ليتني لم اتكبر منذ زمن ..
وليتني لم اضيع كل من هو قريب مني ..

فندم امام ربه ..

واخذ يسبح مرة اخري فضائه ..

فقابل نجما فأهانه فابتسم :) ..

وقابل اخر فقال له الم تعلم انك فشلت فابتسم

وقابل نجما قال له اما تراني المع وانت مظلم .. فابتسم

وقابل اخر فقال له : اراك قد انتهيت .. كيف ستكمل فضائا حالكا ؟
فابتسم ! ..

فنادت كل النجوم من حوله عليه ..

يا هذا اما تحترمنا .. اما تهاب منا ! ..
نحن نملأ فضائك ! ..
نحن في كل مكان سوف نهزمك ..

لا تحاول ؟؟

نتعجب كيف تتحمل الي الآن ولماذا تبتسم ..

ونظر من بعيد فوجد الجوهرة تنظر اليه فلم يرها جيدا ..
لم يعلم ماذا تفكر هي الأخري ..

اتستحقره هي ايضا ؟؟
ام تتكبر عليه ؟؟

وبينما يفكر ..
وجد الفضاء نفسه يقول له !! ..

كيف ستكمل حياتك !! ..
كيف ستنتصر علي كل هؤلاء !! . اينما تذهب سيتنصرون عليك !!. .

انهم "نجووووم" و انت قمر مظلم !! ..

وبينما يتكلم الفضاء
نظر القمر نظرة علي بحر كان فوقه !! ..

فعجب من الأمواج !!
كيف في كل مرة تعرف ان لها مكان محدد تصل اليه ولا تتخطاه !!
ولكن العجيب انها تعود مرة اخري وتحاول !! .
لماذا لا تستلم .. لماذا لا تتوقف في كل مرة !!

ففكَر ...

فنظر الي فضاءه مبتسما ..
"علي الأقل سيقولون انتهت حياته وهو يحاول "

ونظر اليهم جميعا
وقال لهم نعم فشلت ..
نعم انتهيت ...
نعم ضاع كل شيء ..

ولكن سأحاول ان اضيء ولو حتي شيئا قليلا قبل انتهاء حياتي ..
سأحاول لكي يقولوا علي انتهي بينما يحاول ..

ولكن اعدكم : اني سأنتصر ولن احزن بعد اليوم :)
سأفشل وافشل وافشل واحاول واحاول واحاول ..


وابتسم ابتسامة كبيرة ..
والتقت واكمل طريقه في هذا الفضاء وهو يردد :

سأبتسم حتي انتصر او اموت :)
نعم سأموت : منتصرا او علي الأقل مبتسما :):):)





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق